السبت، 28 ديسمبر 2013

أزمة أخلاقيّة بامتياز!



قبل أن تكون سياسية.. قبل أن تكون أزمة اقتصادية أو أيديولوجية أو أزمة هوية أو أو حتى أزمة سير.. هي أزمة أخلاق، وأزمة قيم واحترام للآخر، وللذات.


المراقب لسلوكيات المجتمع الأردني في الآونة الأخيرة، سهل عليه أن يلاحظ مدى انعدام القيم الأخلاقية فيه، وسطوة الفكر الجهوي والهمجي على المعاملات البشرية البسيطة بين أفراده، التي لا تتطلب سوى فهماً وادراكاً ووعياً محدوداً وتمييزاً بين الخير وعكسه.

في الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية على سبيل المثال، البجاحة المتبادلة بين الموظفين والمراجعين تلفت الانتباه، فالموظف يطيل على مراجعه أو "يقلّل من شأنه"، فبدوره يردّ المراجع بشتمه وشتم "البلد اللي وظّفت أشكاله".

والوقت الأمثل لتصيّد مظاهر تلاشي القيم الأخلاقية هو ساعات الظهيرة أثناء القيادة في الشوارع الأردنية، فتجد سائقاً يغلق مسرباً بالكامل ويعطّل عشرات السيارات خلفه فقط ليقترب بضع مترات من "الإشارة" أو "الدوّار"، وكأن هذه الثواني المعدودة ستدّمر حياته وتعطّل "صفقة بواخره".

والعاصفة الثلجية "أليكسا" كانت خير دليل على انعدام هذه القيم، فالسيارات التي اكتظّت بها عمّان "بهجة بالثلج" وأغلقت طرقاتها وعطلت عمل كوادر الدفاع المدني بالرغم من التحذيرات المتكررة لتجنّب الخروج نظراً لكارثية الوضع لم تجد نفعاً، و"ما عبّت راس" المبتهجين بالثلج، حتى أن "طفلة نزّال" تعذّر إسعافها وفارقت الحياة، بسبب "الابتهاج".

"ويا فرحة جامعاتنا" بالمشاجرات التي لا يمرّ أسبوع دون إحداها.. لكن مؤخّراً، تمكّن طلبة مبدعون خلّاقون في اليرموك من الانتقال بالعنف الجامعي إلى مستويات متقدّمة.. ما شاء الله اللهم صلّ على سيدنا محمّد! بمب اكشن ومولوتوف داخل الحرم الجامعي! يسعد الله!

هذه الليلة، فنانة وملحّنة وعازفة بيانو أردنية باتت قريبة من العالمية تدعى غيا ارشيدات، كانت متحمسة لإحياء أول حفل لها في مركز الحسين الثقافي براس العين (التابع لأمانة عمّان الكبرى)، وفي ذروة الحفل، قام موظفو المركز بالاعتداء عليها وعلى فنانين آخرين وعلى الحضور وانهالوا عليهم بالضرب.

هذا المركز يديره كاتب أردني ساخر، سمعته "مش ولا بدّ"، كان يملك موقعاً إخبارياً وكان نازل طخ على هذا وهذاك عن جنب وطرف، إلى أن عيّن في منصبه الحالي، فترك الموقع وأغلقه وأوقف الطخ.. وكان الله بالسرّ عليم، أعلم أن هذه المعلومة قد يظهر أنه لا علاقة لها بموضوع المقال، إلا أنها وعلى العكس، تصبّ في فحواه. لماذا؟ لأن المذكور هو مثال جليّ على ما أتكلّم عنه.



ملايين الأمثلة يزخم بها المجتمع وتدلّ على انعدام الأخلاق فيه، لكن في الفترة الأخيرة، أمسى الوضع لا يطاق! ومن وجهة نظري المتواضعة، الأصل في الحل هو أصل في التربية والتعليم.. المدرسة!

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا للمقالة
    ولا اكتب هنا لأعلق فأنت أكتب مني (اكتب ) على وزن(أفعل) فأتا لست متخصصا ولكن
    ما بال الأزمات تتهاوى علينا , لقد كبرت الأزمات لتصبح بحجم الثورات , بحجم دوران القارات,
    تعليقي هل نحن في ازمات اخلاقية وانسانية ,,, وإلخ
    ام ازمة متخلقين, ازمات محترمين , قيمين ؟
    هؤلاء هم المفقودين
    فعندما نفقد اللحمة في السوق , لا نقول ازمة لحمة , بل ازمة لحامين وتجار

    ردحذف